أعلنت شركة نورثفولت السويدية وعملاق تصنيع خلايا البطاريات في أوربا أنها تقدمت بطلب لإشهار إفلاسها، مسجلةً بذلك واحدة من أكبر حالات الإفلاس للشركات في السويد، وبهذا تنتهي آمال أوروبا في منافسة الشركات الصينية في نفس المجال.
شركة نورثفولت تحصلت على أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي من الأسهم والديون والتمويل العام منذ تأسيسها عام 2016، حيث تعتبر شركة فولكس فاجن الألمانية أحد أكبر ملاكها بحصة 21%، ثم تأتي شركةغولدمان ساكس بحصة 19%.
سعت شركة نورثفولت، المُصنّعة لبطاريات السيارات الكهربائية، إلى الحصول على الحماية بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي في نوفمبر الماضي، وذلك مع تناقص سيولتها النقدية، وسارعت إلى تأمين التمويل اللازم لمعالجة المشاكل المستمرة في زيادة الإنتاج في مصنعها الرئيسي شمال السويد.
حسب البيانات الرسمية تجاوزت ديون شركة نورثفولت 8 مليارات دولار أمريكي في كياناتها التسعة المنتشرة على عدة دول أوروبية بنهاية يناير، و يُعدّ هذا الإفلاس أحد أكبر حالات الإفلاس في تاريخ الشركات السويدية، والأبرز منذ شركة صناعة السيارات ساب أوتوموبيل قبل أكثر من عقد.
قطاع السيارات الأوروبي يعاني من منافسة قوية جدا من الشركات الصينية ، خاصة في مجال السيارات الكهربائية وانتاج البطاريات ولواحقها ، وكانت الآمال معلقة على شركة نورثفولت لإعطاء نفس جديد لشركات تصنيع السيارات الأوروبية والغربية، وتقليل الإعتماد على شركات صناعة السيارات الصينيين.
إعلان شركة نورثفولت إفلاسها لا يشمل كل فروعها، حيث تم إعلان الإفلاس بشكل رسمي في الفرع الرئيسي في السويد ، أما باقي الشركات الفرعية فمازالت تشتغل بصورة طبيعية، لكن الوضع العام ليس جيدا وقد تلحق باقي الشركات بالفرع الرئيسي.
إفلاس شركة نورثفولت ليس أمرا بسيطا ليس له أية عواقب، بل القضية كبيرة ومعقدة ولها تداخلات بين مختلف شركات تصنيع السيارات الغربية، حيث أعلنت شركة بورش الألمانية التي كانت تربطها عقود توريد مع الشركة المفلسة ، أنها بدأت البحث عن بدائل بعد أن اتضح أن شركة نورثفولت.
مشاكل شركة نورثفولت المالية والديون المتراكمة كانت العوامل الرئيسية للإعلان الإفلاس، لكن يبدو أن الديون المتراكمة كانت أيضا بسبب عدم وفاء الشركة بالتزاماتها مع شركائها، حيث ألغت شركة بي إم دبليو الألمانية لصناعة السيارات طلبًا بقيمة ملياري دولار في جوان الماضي، بعد أن فشلت الشركة في الوفاء بعقد توريد طويل الأجل لخلايا البطاريات وُقّع عام 2020.
إفلاس شركة نورثفولت يظهر مدى عجز قطاع صناعة السيارات في أوروبا في مواجهة الصناعة الصينية العملاقة، ورغم التدابير التي اتخذها قادة الإتحاد الأوروبي لحماية وتقوية صناعة السيارات الغربية، إلا أن الواقع يقول أن أوروبا لن تستطيع العودة لمكانتها الرائدة في مجال صناعة السيارات على الأقل في المدى المنظور.
